تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}

صفحة 472 - الجزء 1

  واستدل بقوله تعالى في سورة النساء: {فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى}⁣[النساء: ٩٥].

  قوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ}⁣[البقرة: ٢١٧]

  هذه الآية الكريمة تتضمن ثلاثة فصول: سبب نزولها، ومعناها، والأحكام المتعلقة بها.

  أما سبب نزولها: فذلك أن رسول الله ÷ بعث عبد الله بن جحش⁣(⁣١) على سرية في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين ليترصد عيرا لقريش فيها عمرو بن عبد الله الحضرمي، وثلاثة معه فقتلوه⁣(⁣٢) وأسروا اثنتين⁣(⁣٣) واستاقوا العير، وكان ذلك أول يوم من رجب، وهم يظنونه من جمادى الآخرة، فقالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام، شهرا يأمن فيه الخائف، فوقّف رسول الله ÷ العير⁣(⁣٤)، وعظم ذلك على


(١) هو ابن عمة النبي ÷، وبعثه النبي ÷ على رأس سبعة أشهر من مقدمه ÷، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين، سعد بن أبي وقاص، وأبا هريرة، وعكاشة بن محصن الأسدي، وعتبة بن غزوان السلمي، وأبا حذيفة بن عيينة بن ربيعة، وسهل بن بيضاء، وواقد بن عبد الله، وخالد بن بكير.

(٢) وهو أول قتيل من المشركين في الإسلام، رماه ورقة بن عبد الله السهمي.

(٣) وهما الحكم وعثمان، فكانا أول أسيرين في الإسلام، وأفلت نوفل فأعجزهم.

(٤) أي: لم يقسمها بين الغانمين. (ح / ص).