قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
  الجاهل بحالهم، أخذ من هذا أنه يستحب إظهار نعم الله تعالى، وفي الحديث عنه ÷: (إذا أنعم الله على عبد أحب أن يرى أثر نعمته عليه).
  وقوله: {لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً} دل ذلك على أن ترك السؤال فضيلة.
  واختلف ما هو المنفي عنهم؟ فقيل: نفي السؤال إلحافا، وغير إلحاف، لأنه قد قال: {مِنَ التَّعَفُّفِ} وقيل: المنفي الإلحاف، وهو الإلحاح، وهو الملازمة حتى يعطى.
  قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: ٢٧٤]
  النزول
  قيل: نزلت في علي #، كان معه أربعة دراهم فأنفقها على هذه الصّفة(١)، عن ابن عباس.
  وقيل: نزلت في أبي بكر الصديق ¥، حين تصدق بأربعين ألف دينار، عشرة بالليل، وعشرة بالنهار، وعشرة في السر، وعشرة في العلانية.
  وقيل: نزلت في علف الخيل وارتباطها.
  ثمرتها: جواز التصدق بجميع ما يملكه الإنسان؛ لأنه تعالى عم
(١) ومثله في الكشاف ولفظه (وعن ابن عباس ® نزلت في عليّ ¥ لم يملك إلا أربعة دراهم، فتصدّق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم علانية) وكذلك الرواية التي في أبي بكر ذكرها أيضا في الكشاف.