تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا}

صفحة 95 - الجزء 5

  قوله تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلاً مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً}⁣[الأحزاب: ٦٠ - ٦١]

  قيل: أراد بالذين في قلوبهم مرض أي: ضعف إيمان، وقلة ثبات.

  وقيل: هم الزناة وأهل الفجور، ولهذا قال تعالى: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}.

  وأما المرجفون فهم من كان يرجف على رسول الله ÷ بأخبار السوء، فيقولون: أقبلوا، يكسرون بذلك قلوب المؤمنين، والمعنى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ} عن كيدهم وعدوانهم، والفسقة عن فجورهم، والمرجفون عن قول السوء لنأمرنك أن تفعل بهم أفاعيل الشر، وتزعجهم عن الوقوف في أوطانهم.

  ثمرة ذلك: جواز عقوبة هؤلاء، وأن من لم ينته عما نهي عنه جاز قتله ونفيه، وقد أكد الله ذلك بأنه سنة، أي شريعة ثابتة فيمن تقدم من الأنبياء، لقوله تعالى: {سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ}.

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}⁣[الأحزاب: ٧٠] أي صوابا وعدلا.

  وثمرة ذلك الحث على حفظ اللسان من أنواع خطائه ومعاصيه.

  قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}⁣[الأحزاب: ٧٢]