وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك}
  وقيل: ذكر الله على كل حال.
  وقيل: شكره على نعمائه، والصبر على بلائه، والرضاء بقضائه.
  وعن الكلبي: الجهاد مع رسول الله ÷.
  وعن الحسن: جميع الفرائض، وقيل: القرآن، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ} وهو أن يلهو بالتصرف في الأموال، والسعي في تدبير أمرها، وطلب النماء بالتجارة، والاستغلال، والسرور بالأولاد والاشتغال بمصالحهم في حياة الآباء، وبعد وفاتهم.
  وقوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ} أي الشغل بما ذكر {فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} في تجارتهم، من حيث باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني.
  وقد أفرد الحاكم في السفينة بابا في كون العبادة أفضل من طلب المال الحلال، وهذه من ثمرات الآية.
  لكن الشغل بالمال والولد ينقسم [إلى أقسام]:
  فإن فوت بذلك فرضا كان محظورا،
  وإن فوت مندوبا كان مكروها.
  وقوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ} قيل: أراد الجهاد، وقيل: في سبيل البر، ويدخل فيه الزكوات وسائر الحقوق الواجبة، وجاء بمن التي للتبعيض؛ لأن المخرج بعض المال لا كله،
  والثمرة: الحث على البدار ولو استدل مستدل بها أن الواجبات على الفور كان ذلك دليلا؛ لأن ظاهر الأمر الوجوب، وكل وقت يجوز فيه الموت.