تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ولا تكن للخائنين خصيما}

صفحة 494 - الجزء 2

  لله على عباده، وقيل: مبينا للحق، وهو الحلال والحرام، وما يجب، وما لا يجب {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ} قال جار الله: بما عرفك وأوحى إليك⁣(⁣١).

  وعن عمر ¥: لا يقولن أحدكم: قضيت بما أراني الله، فإن الله لم يجعل ذلك إلا لنبيه ÷(⁣٢).

  وقوله تعالى: {وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً} أي: لأجل الخائنين الخاصمين مخاصما، والمعنى: تخاصم اليهود لأجل بني ظفر⁣(⁣٣).

  وقوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرِ اللهَ} أي: اطلب منه المغفرة مما هممت به من قطع اليهودي، عن ابن عباس.

  وقيل: من جدالك عن طعمة، عن مقاتل، وكان هذا ذنبا صغيرا من النبي ÷، وقيل: الاستغفار لمن جادل عن الخائنين.

  ثمرة هذه الآية: وجوب الحكم من غير محاباة ولا ميل، والنهي عن التعصب والمجادلة عن كل خائن وعاص، وقد أكد ذلك بقوله تعالى: {وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ}، وبقوله تعالى: {ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا}، وقرأ عبد الله جادلتم عنه أي: عن طعمة، وكذلك أكده بقوله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً} لأن ذلك عائد إلى حديث طعمة، وقيل: نزل⁣(⁣٤): {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً} في عبد الله بن أبي، وإفكه على عائشة، وكذلك قوله تعالى: {لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} يعني: من بني ظفر، وقيل: نزلت


(١) الكشاف (١/ ٥٦١) ز

(٢) الكشاف (١/ ٥٦١).

(٣) الكشاف (١/ ٥٦١).

(٤) في (ب): نزلت.