تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله}

صفحة 445 - الجزء 4

  وقوله: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ}

  وقرئ عبيدكم، قيل: يعني أنكحوا بعضهم من بعض.

  وقيل: أنكحوا من لا زوج له من ذكر أو أنثى، وخص الصالحين؛ لأن الاهتمام بعفة الصالح آكد.

  وقيل: أراد الصلاحية في أمر النكاح، وقيل: من يصلح للنكاح نفسه تخرج الصغيرة والمجنونة.

  وقوله تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ} قيل: يعني فقراء المال، ويرجع إلى الأحرار؛ لأن العبد لا يملك. وقيل: إلى الجميع.

  ويكون في هذا دلالة على أنه يملك، وقيل: أراد بالفقر فقر العفة، {يُغْنِهِمُ اللهُ} بالزوجة عن السفاح.

  وقوله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً}. أي يطلبون العفة بالصبر، وطلب ما يحصل به ذلك من الصوم، كما قال #: «ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء»

  وقد قال في معالم السنن يجوز شرب الأدوية التي تقطع الباءة، وهذا إن لم يحصل خلل في جسمه من بردها بشربه ونحوه، ومع حصول المضرة لا يجوز؛ لأن ذلك يشبه وجي نفسه، وجب مذاكيره.

  ولهذه الآية الكريمة ثمرات جميلة:

  منها: أن النكاح مأمور به، وهو يحتاج إلى البيان.

  ومنها: أن النكاح محتاج إلى الولي، وهو يحتاج لبيانه بدليل آخر.

  ومنها: أن إنكاح العبد وإعفافه مأمور به، لكن قال في الانتصار: أحد قولي الشافعي: أن ذلك على الوجوب.