تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أنى شئتم}

صفحة 507 - الجزء 1

  تفسير الآية: {حَرْثٌ لَكُمْ} أي: موضع حرث؛ لأن الحرث الزرع، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ}⁣[الواقعة: ٦٣] وهذا من الكنايات المستحسنة في كتاب الله.

  قال الزمخشري: وعلى المؤمنين أن يتأدبوا بها في محاوراتهم، ومكاتباتهم، حيث شبه النساء بالمحارث، والنطفة بالبذرة، والولد بالزرع.

  وقيل: أراد كحرث لكم، فحذف كاف التشبيه، كقوله تعالى: {حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً}⁣[الكهف: ٩٦] وقيل: إن العرب تسمي النساء حرثا، قال الشاعر:

  إذا أكل الجراد حروث قوم ... فحرثي همه أكل الجراد

  يريد امرأتي، وقال آخر:

  إنما الأرحام أرضون ... لنا محترثات

  فعلينا الزرع فيها ... وعلى الله النبات

  وقوله تعالى: {أَنَّى شِئْتُمْ} كيف شئتم، من أمام أو خلف، بعد أن يكون المأتي واحدا، وهو موضع الحرث.

  عن سعيد بن المسيب: المعنى إن شئتم فاعزلوا، وإن شئتم لا تعزلوا، واستدل على هذا التأويل بما روي عن ابن عباس أنه سئل عن العزل، فقال: حرثك فإن شئت فأعطش، وإن شئت فارو، وقد اختار هذا الإمام يحي #.

  وعن عبد الله⁣(⁣١): «تستأمر الحرة لا الأمة» وهذا مذهب الأكثر؛ لأن بإذنها ترتفع المضارة.


(١) هو عبد الله بن مسعود، وقد تقدم أنه إذا أطلق هنا، فالمراد به ابن مسعود.