تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}

صفحة 19 - الجزء 4

  قوله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها}⁣[هود: ٦١]

  قيل: معناه أطال أعماركم فيها، وقيل: أعاشكم فيها أعماركم من العمر.

  وقيل: أمركم بعمارتها.

  قال جار الله ¦: والعمارة تنوع إلى واجب، ومندوب، ومباح، ومكروه، يقال: ومحظور، قال: وكان ملوك فارس قد أكثروا حفر الأنهار، وغرس الأشجار، وعمّروا الأعمار الطوال، مع ما كان فيهم من عسف الرعايا فسأل نبي من أنبيائهم ربه عن سبب تعميرهم؟ فأوحى الله إليه: أنهم عمروا بلادي فعاش فيها عبادي.

  وعن معاوية: أنه أخذ في إحياء الأراضي في آخر عمره، فقيل له؟ فقال: ما حملني عليه إلا قول القائل:

  ليس الفتى بفتى لا يستضاء به ... ولا يكون له في الأرض آثار

  قوله تعالى: {فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ}⁣[هود: ٦٥]

  استثمر من هذا أمران:

  الأول: أن الراضي بالكفر والفسق كالفاعل؛ لأن الله تعالى أضاف العقر إليهم لما رضوا به والعاقر واحد.

  والأمر الثاني: أن التأجيل في الشفعة ونحوها يقدر بثلاثة أيام، وهذا وجه قول القاسم، والمؤيد بالله، والمنصور بالله معهما، وكذا أجل المرتد، وتأجيل من يدعي أن له شهودا غيّبا، وقد منع المدعي من السفر، وطلب الكفيل.