تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون}

صفحة 42 - الجزء 4

  فعن ابن عباس، ومجاهد، وأبي علي: البائع له إخوته قالوا: هذا عبد لنا.

  وعن قتادة: السيارة.

  وقيل: {وَشَرَوْهُ} - يعني - السيارة من الذين أخذوه من الجب، وسكت يوسف عن بيان أمره للخشية.

  وقوله: {بِثَمَنٍ بَخْسٍ} قيل: ناقص، عن ابن عباس، وقتادة، والسدي.

  قيل: عشرون درهما، وقيل: أكثر، وقيل: حرام؛ لأن ثمن الحر حرام، وهذا عن الضحاك، ومقاتل، والسدي، والأصم.

  ظهر من هذا حكمان:

  الأول: أنه يجوز السكوت عن الإنكار إذا خاف منكرا آخر؛ لأن يوسف # سكت خشية القتل.

  الثاني: أن اللقيط حر، وأن ثمن الحر حرام، هذا ذكره بعضهم.

  وجه الاستدلال: أنهم باعوه بثمن حقير، لكونه لقيطا، وهو لا يملك إذ لو ملك استوفوا ثمنه، ورد هذا الاستدلال بأن فعلهم ليس بشريعة.

  وأما الآن فلا شبهة أن ظاهر اللقيط الحرية، كما أن ظاهره الإسلام.

  قوله تعالى: {مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}⁣[يوسف: ٢٣]