تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان}

صفحة 266 - الجزء 1

  يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}⁣[يونس: ٢٢] فامتن الله تعالى بذلك، وحجة قياسية: أنه مباح إذا لم تظهر أمارات العطب، فأشبه البر، وقد هاجر كثير من الصحابة إلى الحبشة، وركبوا البحر، ومن منع يقول: عليه في ذلك مضرة.

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ}⁣[البقرة: ١٦٨]

  قيل: سبب نزولها: أن قوما من ثقيف، وبني عامر بن صعصعة، وخزاعة، وبني مدلج، وبني عبد مناف، حرموا على أنفسهم من الزروع والأنعام، فنزلت الآية.

  وقيل: وفيما حرم الجاهلية من البحيرة والسائبة، والوصيلة.

  وقد دلت الآية على أحكام:

  الأول: أن الحلال لا يحرم بالتحريم، ويكون المحرم له مسيئا، وهل تجب فيه الكفارة أم لا؟ في ذلك خلاف بين العلماء، وترتيب أهل المذهب يقضي أن لا كفارة؛ لأنه تعالى نهى عن تحريم الحلال⁣(⁣١)، والنهي يقتضي فساد المنهي عنه⁣(⁣٢)، كما ذكروا في الحلف بغير الله تعالى، وسيأتي زيادة على هذا إن شاء الله تعالى⁣(⁣٣).

  والثاني: أن الأصل في المأكولات الإباحة، إلا ما قام الدليل على حظره. قال الحاكم، والآية مؤكدة لما في العقل؛ لأن الأصل فيه


(١) هذا هو الترتيب. (ح / ص).

(٢) يقال: ليس مطردا. وكأنهم يقولون: لا تنعقد اليمين، والمختار للمذهب خلافه. (ح / ص).

(٣) قريبا في تفسير قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}.