تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين}

صفحة 38 - الجزء 4

  قوله تعالى: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ}⁣[يوسف: ٩]

  قيل: كانوا صغارا ولهذا قالوا: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}، وليس ذلك من شأن البالغين، وقال: {إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ} وهذا مروي عن أبي علي.

  وقيل: القائل غيرهم وهو أجنبي سايرهم، وقيل: هو واحد منهم لم يكن مرشحا لنبوة، وقيل: كان ذلك صغيرة في حقهم، فلا يقال عن القتل ليس بكبيرة في حق غيرهم.

  وقد أخذ من قوله تعالى: {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ} أن التوبة من القتل تصح؛ لأن الله تعالى حكى كلامهم، ولم ينكره.

  وعن ابن عباس: التوبة من القتل لا تصح.

  قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ}⁣[يوسف: ١٢]

  بالنون فيهما وكسر العين في (نرتع) على إضافة ذلك إليهم جميعا وهذه: قراءة ابن كثير.

  الثانية: قراءة ابن عامر، وأبي عمرو: بالنون فيهما، وإسكان العين.

  قيل لابن عامر: كيف تقرأ (ونلعب) وهم أنبياء؟

  قال: لم يكونوا يومئذ أنبياء.

  الثالثة: قراءة حمزة، وعاصم، والكسائي: (يرتع) ويلعب - بالياء فيهما وكسر العين - من يرتعي على إضافة ذلك إلى يوسف.

  الرابعة: (نرتع ونلعب) من أرتع ماشيته وهي شاذة.