تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فاصفح الصفح الجميل}

صفحة 101 - الجزء 4

  أي: رغبتم في زواجتهن، ولم تشفّعوني في ضيفي، وكان نكاح المسلمة من الكافر جائزا في شريعتهم، وكذلك في صدر الإسلام عن الحسن، وأبي علي.

  وقيل: إن أسلمتم، وكان رؤساء قومه يخطبون بناته فيأبى أن يزوجهم إلا أن يسلموا، عن الأصم، وأبي مسلم.

  وقيل: أراد نساء أمته.

  قال الحاكم: والأول أصح؛ لأنه الحقيقة.

قوله تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}

  اختلف المفسرون: هل هذا منسوخ أم لا؟

  فقيل: إنها منسوخة بآية القتال، وهذا مروي عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والضحاك، وعكرمة، وسفيان بن عيينة.

  وقيل: لا نسخ فيها، وهو أمر بالحلم في المخالقة، وقد يلزمنا الصفح عن الجهل مع التشدد في القتال.

  قال الحاكم: وتدل على وجوب الرفق في الدعاء إلى الله تعالى.

  قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}⁣[الحجر: ٨٧ - ٨٨]

  قيل في نزول هذه الآية وافت من بصرى، وأذرعات سبع قوافل ليهود بني قريظة والنضير فيها أنواع البز والطيب، والجوهر، وسائر