تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وآتيناه أجره في الدنيا}

صفحة 13 - الجزء 5

  لم تحرقه وهو ابن أخته، والذي قال {إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي} إبراهيم، والمعنى إلى حيث أمر ربي، وهاجر من كوثى وهو من سواد الكوفة إلى حران الشام، ثم منها إلى فلسطين، ومن ثم قالوا: لكل نبي هجرة، ولإبراهيم هجرتان.

  ثمرة ذلك:

  أن الهجرة لازمة في شريعتهم كما هي ثابتة في شريعتنا.

  قوله تعالى: {وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا}⁣[العنكبوت: ٢٧]

  قال في الكشاف: هو الثناء الحسن، والصلاة عليه إلى آخر الدهر، والذرية الطيبة، والنبوة، وأن أهل الملل كلهم يتولونه.

  قال الحاكم: دلت الآية على أن بعض الثواب يجوز تعجيله في الدنيا لا كله.

  يستثمر من ذلك: جواز إرادة الثناء الحسن في الدنيا⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ}⁣[الأعراف: ٨٠]

  دلت الآية على تحريم ذلك، وهو معلوم من الدين ضرورة.

  وفي الإتيان في دبر المرأة الزوجة، أو الأمة: ما تقدم.


(١) إنما يؤخذ من قوله تعالى: وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ لما سيأتي لا من هذه الآية.