تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا}

صفحة 162 - الجزء 4

قوله تعالى: {إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً}

  قيل: أراد نوحا؛ لأنه المتقدم ذكره.

  قيل: كان (⁣١) «إذا أكل قال: الحمد الله الذي أطعمني ولو شاء لأجاعني، وإذا شرب قال الحمد الله الذي سقاني ولو شاء لأظمأني، وإذا اكتسى قال الحمد لله الذي كساني ولو شاء أعراني، وإذا احتذى قال: الحمد لله الذي حذاني ولو شاء أحفاني، وإذا قضى الحاجة قال: الحمد الله الذي أخرج عني أذاه في عافية ولو شاء حبسه».

  وروي أنه كان إذا أراد الإفطار عرض طعامه على من آمن به، فإن وجد محتاجا آثره به.

  وقيل: أراد موسى ؛ لأنه قد جرى ذكره.

  وقيل: محمدا ÷ لأنه افتتح السورة باسمه، والوجه هو الأول.

  قوله تعالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً}⁣[الإسراء: ١١]

  في معنى هذا وجوه:

  الأول: مروي عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد والأصم، وأبي علي: أن المراد أن الإنسان حالة غضبة يدعو على نفسه، وولده بالشر، كما يدعو لنفسه وولده بالخير حال سكونه من الغضب، فيقول: الله م هب لي النعم من الأولاد والأموال، ونحو ذلك، وحال الغضب يلعن ولده ويدعو الله بإصابته، ولو استجاب الله سبحانه لأهلكه، ولكنه تعالى لا يستجيب ذلك.


(١) يعني نوحا #.