تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {للسائل والمحروم}

صفحة 262 - الجزء 5

  وقوله تعالى: {وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌ} قيل: أراد الزكاة وقيل: ذلك يعم كل واجب مالي.

  قوله تعالى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} السائل ظاهر، وفي ذلك دلالة على أن للسائل حقا يتأكد على غيره، وفي الحديث عنه ÷ «للسائل حق ولو جاء على فرس»، وقد ذكره الله تعالى في مواضع.

  وأما المحروم فقيل: هو الذي لا يسأل، فيظن به الغنى، وقيل: هو الذي لا يسأل ولم يبق له شيء.

  وقيل: هو المصاب في زرعه وأشجاره، وقيل: هو الذي يحرم المال ويتعفف عن السؤال، وقيل: هي البهائم؛ لأنها منعت القدرة عن السؤال.

  قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}⁣[الذاريات: ٢٠ - ٢١].

  ثمرة ذلك: وجوب النظر والتفكر في إثبات الصانع.

  قال الحاكم: في غير هذا الموضع النظر على الوجهين واجب، ومندوب، فالواجب التفكر في أدلة التوحيد، وقد ذكر الله تعالى ذكر التفكر في غير موضع من كتابه وجاءت به السنة.

  قال: ÷: «تفكروا في المخلوق، ولا تفكروا في الخالق».

  وقال: ÷: «تفكر ساعة خير من عبادة سنة» والمندوب غير ذلك.

  قوله تعالى: {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ}⁣[الذاريات: ٢٤ - ٢٦]

  الثمرة من ذلك: أن السّلام كان من سنة الملائكة والأنبياء $، كما هو من سنة نبينا ÷، وأن الرد ينبغي أن يكون أبلغ؛ لأن