تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة}

صفحة 337 - الجزء 3

  وسبب نزولها: أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة يصفقون، ويصفرون، ويخلطون على النبي ÷ صلاته.

  وقيل: نزلت في رجلين من بني عبد الدار كان ÷ إذا قام إلى الصلاة يقوم أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره يصفقان، ويصفران، يخلّطان عليه صلاته، قتلا ببدر عن مجاهد.

  وثمرة ذلك أنه لا يجوز التخليط على المصلي، ولذا قال # لما سمع من يقرأ: «خلطتم عليّ» وفي حديث عنه #: «لا يمنعن قارئكم مصليكم».

  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً}⁣[الأنفال: ٣٦]

  النزول

  قيل: نزلت في أبي سفيان بن حرب، استأجر ألفين ليقاتل بهم يوم أحد، عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وأنفق أربعين أوقية، والأوقية اثنان وأربعون مثقالا من الذهب؛ ليصدوا عن سبيل الله.

  وقيل: نزلت في المطعمين يوم بدر، وهم اثنا عشر، منهم عتبة، وشيبة أبناء ربيعة، وأبو جهل كان كل واحد يطعم كل يوم عشر جزائر⁣(⁣١).

  وقوله تعالى: {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً} أي: تكوى بها جلودهم في نار جهنم⁣(⁣٢).

  ثمرة الآية: حظر المعاونة على معصية الله، وأن الإنفاق في ذلك


(١) الجزائر: جمع جزور، وهي الناقة.

(٢) هكذا في نسخة ب بعد التصحيح، وفي أ (أي: يكون بها خلودهم في نار جهنم).