تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإلى عاد أخاهم هودا}

صفحة 290 - الجزء 3

  قال في الأذكار: إن العلماء والأبدال لا يزيدون على سبع كلمات، ويشهد له ما في آخر البقرة: {رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا} إلى آخرها، وقوله تعالى في سورة إبراهيم: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً} إلى آخره.

  قال النواوي: والمختار الذي عليه جماهير العلماء أنه لا حجر في ذلك، ولا تكره الزيادة على السبع، بل يستحب الإكثار من الدعاء مطلقا.

  وقوله تعالى: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها} هذا نهي عن الفساد، قيل: بظلم المؤمنين وقتلهم، وقيل: بعبادة غير الله، وقيل: بمعاصي الله، وقيل: لأنه حصل بمعاصي الله حبس المطر فتفسد الأرض⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ}⁣[الأعراف: ٥٨].

  دلت على أن الذي لا ينبت لا يسمى طيبا، فيلزم أن لا يتيمم به؛ لأنه تعالى قد قال: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً}.

  قوله تعالى: {وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً}⁣[الأعراف: ٦٥]

  لما ذكر الحاكم قصة هود - ذكر اختلاف الناس في موضع قبره، فقيل: هو بمكة، وقيل: هو بحضر موت عن أمير المؤمنين، وقيل: إنه بين الركن والمقام.

  قال: وروي أن بين الركن والمقام قبر تسعة وتسعين نبيا، وفيه قبر


(١) ويحتمل أن يقال: {لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} الخ يريد به الدعاء على المؤمنين.