تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا}

صفحة 433 - الجزء 3

  قوله تعالى: {وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى}⁣[التوبة: ٥٤]

  قال جار الله |: قرأت في بعض الأخبار أن رسول الله ÷ كره للمؤمن أن يقول: كسلت؛ كأنه ذهب إلى هذه الآية، فإن الكسل من صفات المنافقين، فما ينبغي للمؤمن أن يسنده إلى نفسه.

  وقوله تعالى: {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا}⁣[التوبة: ٥٥]

  قيل: بالسبي والغنيمة، وقيل: بالمصائب.

  وقيل: المعنى لا تعجبك في الحياة الدنيا، فإن بالله يريد أن يعذبهم بها في الآخرة، وفي الآية دلالة على أن الكافر مخاطب بالواجبات.

  قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ}⁣[التوبة: ٥٨]

  نزلت في ابن ذي الخويصرة رأس الخوارج، كان رسول الله ÷ يقسم غنائم حنين فقال له: اعدل يا رسول الله، فقال: «ويلك، إن لم أعدل فمن يعدل».

  وقيل: في ابن أبي الحوّاظ⁣(⁣١) من المنافقين، وقيل: غير ذلك.

  وفي تعقيب هذا بقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ} إشارة إلى


(١) في الكشاف والبيضاوي والنيسابوري بحذف لفظ ابن.

والجوّاظ بالمعجمة الكثير اللحم المختال في مشيته ويقال للذي جمع ومنع وفي الحديث لا يدخل الجنة جوّاظ تمت شمس العلوم