تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ورفع أبويه على العرش}

صفحة 69 - الجزء 4

  اللهمّ اغفر لي جزعي على يوسف، وقلة صبري، واغفر لولدي ما أتوا إلى أخيهم، فأوحى الله إليه إني قد غفرت لك ولهم أجمعين.

  قال جار الله: وقد اختلف في استتابهم.

  قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ}⁣[يوسف: ٩٩]

  في كتب المفسرين أن يوسف خرج للقيا يعقوب فيمن معه من الجند، وأهل مصر، وفي هذا دلالة على حسن التعظيم باللقيا لمن له حاله، وكذا يأتي مثله في التشييع، وقد ورد مثل هذا في تشييع الضيف، وكذا يأتي في لقياه؛ لأن إكرام الضيف قد ندب إليه.

  قوله تعالى: {آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ}⁣[يوسف: ١٢]

  قيل: أحييت أمه وبشرت، عن الحسن.

  وقيل: كانت حية عن ابن إسحاق، وأبي علي.

  وقيل: أراد بالأم خالته؛ لأن يعقوب تزوجها بعد موت أمه نفاسا ببنيامين، فالخالة تسمى أما، وكذلك الرابة لقيامها مقام الأم.

  ولهذا فائدة شرعية: وهي أن من ينسب رجلا إلى خالته أو رابته: - وهي الحاضنة له - فقال: يا بن فلانة لم يكن قاذفا لها.

  قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}⁣[يوسف: ١٠٠]

  العرش هو السرير الرفيع، وفي ذلك دلالة على جواز اتخاذ السرير الرفيع، وجواز رفع الغير عليه تعظيما للمرفوع.