تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}

صفحة 496 - الجزء 5

  قال قتادة: كانوا يقتلون البنات، ويغذون الكلاب، وقد افتخر الفرزدق فقال:

  ومنا الذي منع الوائدات ... فأحيا الوئيد فلم توأد

  لأن جده صعصعة بن ناجية ممن منع الوأد، وإنما جعل الله تعالى السؤال؛ لأن في ذلك توبيخا لهم، نظيره: {وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ} فكان هذا توبيخا للنصارى.

  وقيل: سئل بمعنى سئل عنها، أي: عن سبب قتلها بأي ذنب، نظيره قوله تعالى: {إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً}⁣[الإسراء: ٣٤] وقرئ في الشاذ (سألت) أي: سألت الله تعالى، أو سألت قاتلها تخاصمه في ذلك.

  وثمرة ذلك: تحريم فعل الجاهلية في وأدهم البنات، وفي الحديث: «الوائدة والموءودة في النار، إلا أن تتدارك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها» وهذا الحديث في الكوكب ومعناه⁣(⁣١).

  والعزل لا يلحقه اسم الوأد، على قول أكثر العلماء، وإنما منع منه للضرار، وفي ذلك تفصيل.

  وقال القاسم العياني: لا يجوز، وأنه الوأدة الصغرى.

سورة المطففين

  

  قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}⁣[المطففين: ١ - ٣]

  روي أن رسول الله ÷ قدم المدينة، وكانوا أخبث الناس كيلا، فنزلت، فأحسنوا الكيل.


(١) بياض في الأم قدر نصف سطر.