تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ثم توليتم من بعد ذلك فلو لا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين}

صفحة 152 - الجزء 1

  الثمرة من ذلك:

  أن الوفاء بالعهد واجب، ويؤخذ من هذا: أن للقاضي والإمام التحليف على الأمور المستقبلة، وهذا كقوله تعالى في سورة الممتحنة: {إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ}⁣[الممتحنة ٠١٢] وهذه المسألة خلافية بين أهل الفقه، قيل: حكى علي خليل عن الهادي #: أن له أن يحلف على الأمور المستقبلة، كأن يحلف من عليه الحق ليعطينه صاحبه، وعن المؤيد بالله: ليس له ذلك.

  قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ}⁣[البقرة: ٦٤]

  المعنى: ثم توليتم من بعد أخذ الميثاق، فلولا فضل الله تعالى بالإمهال، وقبول التوبة، وهذا فيه دليل أن التوبة مقبولة، ولو تكررت المعصية عقبها.

  وقيل: [لا تقبل، كما تقدم عن إسحاق بن راهويه أن المرتد في الدفعة الثالثة لا تقبل توبته بعد ذلك]⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ}⁣[البقرة: ٦٥]

  المعنى: أن الله تعالى لما نهاهم عن أخذ الحيتان يوم السبت، وأمرهم الله بالتجرد للعبادة فيه، وتعظيمه، وابتلاهم الله تعالى فما كان


(١) ما بين القوسين بياض في الأصل، فصححناه مما تقدم في تفسير قوله تعالى {ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.