تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له}

صفحة 270 - الجزء 4

  الأخرى: بل ذهب بابنك، فتحاكما إلى داود فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان فأخبرتاه فقال: ائتوني بالسكين لنقسمه بينهما فقالت الصغرى: لا تفعل فهو ابنها فقضى به للصغرى» وفي هذا دلالة على جواز استخراج الحق بالامتحان.

  وقوله تعالى: {وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ}⁣[الأنبياء: ٨٠]

  قرئ (لنحصنكم) - بالنون - يعود على الله تعالى.

  وبالتاء يعود على الصنعة، وعلى اللبوس باعتبار التأنيث في الدرع.

  وبالياء يعود على داود، وعلى اللبوس، أو إلى الله تعالى.

  والمراد: صنعة الدروع؛ لأن الله تعالى ألان له الحديد فكان في يديه كالعجين، فجعلها حلقا وكانت صفائح قبل ذلك.

  ثمرتها:

  جواز تعلم الصناعات وحسن التكسب، وأن الصناعة نعمة؛ لأن بها يتم أمر الدين والدنيا.

  وروي أن داود سأل ملكا ما ذا يقول فيه أهل السماء فقال: يقولون: نعم العبد لو أكل من كسب يده، فسأل الله تعالى أن يعلمه كسبا، فعلمه صنعة الدروع، دل ذلك أنه يستحب أن يأكل الإنسان من كسب يده.

  قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ}⁣[الأنبياء: ٨٣ - ٨٤]