تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم}

صفحة 50 - الجزء 5

  قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ}⁣[الأحزاب: ٥]

  يعني: الأخوة في الدين، وأولياؤكم في الدين، فيقول: هذا أخي وهذا مولاي.

  قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً}⁣[الأحزاب: ٦]

  النزول

  قيل خرج رسول الله ÷ إلى بعض مغازيه، فأمر رجلا من أصحابه بالخروج فقال: حتى استأذن أبويّ، فنزلت.

  قال الزمخشري: هو أولى في كل شيء، ولهذا أطلق ولم يقيد، فيدخل في أمور الدين وأمور الدنيا، فيجب عليهم أن يكون أحب من أنفسهم، ويكون حقه أبر من حقوق نفوسهم، فيبذلوا أنفسهم دون نفسه.

  وفي عين المعاني أقوال:

  الأول: في السمع والطاعة.

  الثاني: عن ابن عباس: محبته أوجب من محبة أنفسهم.

  قال ÷: «لن يبلغ أحدكم ذروة الإيمان حتى أكون أحب إليه من ماله، وولده، وسائر الناس أجمعين».

  الثالث: ليعظهم في الأمر والنهي؛ لأنه يدعوهم إلا الإيمان وأنفسهم إلى الهلاك.