تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {سماعون للكذب أكالون للسحت}

صفحة 123 - الجزء 3

  قوله تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}⁣[المائدة: ٤٢]

  قيل: نزلت الآية في حكام اليهود، وعلمائهم نحو كعب بن الأشرف، وأمثاله، وكانوا يرتشون، ويقضون لمن أرشاهم.

  وعن الحسن: هم الحكام يسمعون الكذب، ويأكلون السحت، والسحت في الأصل: الهلاك والاستئصال، وقد فسر السحت هنا بالرشوة.

  وروي مرفوعا إلى النبي ÷، وروي عن علي #، وعمر، وابن عباس، وأبي هريرة (السحت: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وعسب الفحل، وكسب الحجام، وثمن الكلب، وثمن الخمر، وثمن الميتة، وحلوان الكاهن، والاستجعال في المعصية). قال الحاكم: زاد بعضهم، ونقّص بعض.

  وقيل: الحرام عموما، وسئل ابن مسعود عن الرشوة في الحكم؟ فقال: ذلك كفر وبلاء.

  {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ}⁣[المائدة: ٤٤]

  دل ذلك على تحريم الرشوة على الحكام؛ لأنه إن أخذ ليحكم بالحق فهو رشوة على واجب، وإن أخذ ليحكم بالباطل فهو أعظم.

  قال الحاكم: وقد قيل: يخرج بذلك⁣(⁣١) عن الحكم قل أو كثر؛ لأنه فسق، وقد ذكر الفسق بالرشوة الإمام يحيى.

  ويلحق بالحاكم غيره، وهو كل من أخذ رشوة على أمر بمعروف، أو نهي عن منكر.


(١) أي: ينعزل عن الحكم.