تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف}

صفحة 148 - الجزء 4

  {مِنْ كُلِّ مَكانٍ} يعني يحمل إليها من البر والبحر.

  {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ} قيل: ذلك بتكذيب النبي ÷.

  وقيل: بإخراجه هو وأصحابه.

  وقيل: أراد قرية في الأمم الماضية على هذه الصفة: عن الأصم.

  وقوله تعالى: {فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} استعار اللباس: لما يظهر عليهم من الهزال، وشحوب اللون، وكان كاللباس لغشيانه لهم، واستعار الإذاقة: لما يدرك من الألم لذوق المر.

  قيل: بلغ القحط بهم إلى أن أكلوا القد والعلهز⁣(⁣١)، وهو الصوف المخلوط بالدم، ومنعوا من الميرة، وانقطعت عنهم الأمطار، وأصابهم الجوع سبع سنين، وقصد أهل مكة الجيوش والسرايا من المسلمين، وشن عليهم الغارات، ودعا عليهم النبي ÷، وكان من دعائه: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهمّ اجعل عليهم سنينا كسني يوسف» فبلوا بالجوع حتى أكلوا العظام المحرقة، والعهن.

  وثمرة ذلك:

  جواز منع الكفار من الميرة والطعام، وأن يرموا بالمنجنيقات، وسائر أنواع العذاب، وقد فعل النبي ÷ ذلك مع أهل الطائف، وكذلك قطع النخيل، والأعناب، وتخريب الزروع، وقد منعوا من ذلك فكلموا رسول الله ÷ في ذلك فقالوا: هب الرجال عاديت فما بال النساء والصبيان؟ فأذن للنساء في حمل الميرة إليهم.


(١) لسان العرب ج: ٥ ص: ٣٨١.

العله، وبر يخلط بدماء الحلم كانت العرب في الجاهلية تأكله في الجدب وفي حديث عكرمة كان طعام أهل الجاهلية العله.