تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار}

صفحة 75 - الجزء 4

سورة الرعد

  

  قوله تعالى: {اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ}⁣[الرعد: ٨]

  المعنى: {ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى} لفظ {ما} إما بمعنى الذي، أي:

  الذي تحمل هل هو واحد أو أكثر، أو ذكر أو أنثى أو حي أو ميت، وكذا سائر الصفات، ويحتمل أنها مصدرية، أي: حمل كل أنثى، أي: هل قد حصل حملا أو لا.

  وقوله تعالى: {وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ} اختلف هل هذا يرجع إلى الحمل أو إلى الحيض؟

  فقيل: هو راجع إلى الحمل، والمعنى {وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ}، أي: ما يقل من الغيضوضة التي هي النقصان، ومنه {وَغِيضَ الْماءُ}⁣[هود: ٤٤] أي: نقص، ويراد قلة الحمل، وما تزداد كثرته وزيادته على الواحد، هل هم اثنان أو ثلاثة أو أربعة.

  وقد اختلف الفقهاء: هل يحد أكثر حمل الامرأة أم لا؟

  فقال بعض أصحاب الشافعي: إنه لا يحد لعموم الآية، فإن الله تعالى تمدح بعلم الزيادة والنقصان،

  وحكى بعض أصحاب الشافعي أن قرعة وجدت فيها اثني عشر ولدا من سقط امرأة.