تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا}

صفحة 177 - الجزء 5

  قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً}⁣[الشورى: ٢٣]

  روي عن السدي: أن الحسنة حب آل الرسول، وأنها نزلت في أبي بكر الصديق ¥ لمودته فيهم.

  قال جار الله: والظاهر العموم إلا أنها لما وردت عقيب ذلك تناولت المودة تناولا أوليا، وكان ذلك كالتابع، وزيادة الحسنى المضاعفة.

  وقيل: الثناء، في الدنيا.

  قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ}⁣[الشورى: ٢٥]

  قال الحاكم: دلت على قبول التوبة من كل ذنب، خلاف ما يقوله بعضهم أن القاتل لا توبة له، والتوبة واجبة وهي الرجوع والإقلاع، لكن ذلك لا يتم إلا بالندم على ما صدر في الماضي من فعل قبيح أو ترك واجب، والعزم في المستقبل على أنه لا يعود إلى شيء مما تاب منه.

  قال في الكشاف: وروى جابر أن أعرابيا دخل مسجد رسول الله ÷ وقال: اللهم إني استغفرك وأتوب إليك وكبر، ولما فرغ من صلاته قال له علي - رضوان الله عليه -: يا هذا إن سرعة اللسان بالاستغفار توبة الكاذبين، وتوبتك هذه تحتاج إلى التوبة، فقال: يا أمير المؤمنين وما التوبة؟ قال: اسم يقع على ستة معان، على الماضي من الذنوب الندامة، ولتضييع الفرائض الإعادة، ورد المظالم، وإذابة النفس في الطاعة كما ربيتها في المعصية، وإذاقة النفس مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعصية، والبكاء بدل كل ضحك ضحكته، فلعل ما ذكر من إذابة النفس والبكاء على سبيل التحرج، وأن الخائف والنادم ينبغي أن يكون كذلك كما ورد في بكاء داود وغيره.