تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين}

صفحة 113 - الجزء 5

  ومنه المثل: كفى بالسلامة داء، وهذا خبر عن رسول الله ÷، وقد قال: لبيد:

  فدعوت ربي بالسلامة جاهدا ... ليصحني فإذا السلامة دائي

  ومات رجل فجاءه فالفت إليه الناس وقالوا: مات وهو صحيح فقال: أعرابي أصحيح من الموت في عنقه!

  وقيل: أراد إني سقيم النفس لكفرهم.

  وقيل: إنه كان سقيما لعلة عرضت معه، وكان يحمّ في وقت طلوع نجم، فلما رآه طالعا قال: إني سقيم لما عرف أنه نجم في تلك الساعة.

  قال الحاكم: والصحيح أنه كان سقيما.

  وثمرة الآية جواز المحاجة في الدين، والتورية في الكلام، والكذب لمصلحة على الخلاف المذكور، ووجوب النظر والاستدلال.

  قوله تعالى: {فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ}⁣[الصافات: ٩١ - ٩٣]

  المعنى: ذهب إليها في خفية. وقوله: {آلِهَتِهِمْ} أي: على زعمهم كقوله تعالى: {أَيْنَ شُرَكائِيَ} وقوله: {ضَرْباً بِالْيَمِينِ} أي: بالقوة، وقيل:

  باليد اليمنى؛ لأنه أقوى.

  وقيل: بالقسم المتقدم وهو قوله تعالى: {لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ}.

  وثمرة ذلك: وجوب كسر الأصنام، وتحريم صنعتها، ويأتي مثل ذلك آلة الملاهي، وما يستعمل لشرب الخمور.

  وقال أبو حنيفة في آلة الملاهي تحلل ولا تكسر، وما ذهبنا إليه وهو قول أبي يوسف، ومحمد، والشافعي قياسا على كسر الأصنام فإنه