تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون}

صفحة 144 - الجزء 1

  وقال الحاكم⁣(⁣١): إذا ذكر الليالي دخلت فيها الأيام⁣(⁣٢)، وإن ذكر الأيام لم تدخل فيها الليالي.

  قوله تعالى: {ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}⁣[البقرة: ٥٢]

  الثمرة من ذلك: أن توبة المرتد مقبولة، وذلك لأنهم ارتدوا بعبادتهم للعجل لما قال لهم السامري: {هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى}⁣[طه: ٨٨] وقد ذهب إلى هذا أكثر العلماء.

  ومن حججهم قوله تعالى: في سورة النساء: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا}⁣[النساء: ١٣٧] فأثبت الله سبحانه إيمانا بعد كفر قد تقدمه إيمان.

  ومنهم من قال: لا تقبل توبة المرتد.

  ولو أنه تكرر منه الإيمان والردة، قبلت توبته عند الجمهور من العلماء.

  وقال⁣(⁣٣) إسحاق بن راهويه: إذا ارتد في الدفعة الثالثة لم تقبل توبته بعد ذلك.

  لكن الاستدلال بهذه الآية على هذا الحكم مبني على: أن شرائع من تقدمنا تلزمنا، ما لم تنسخ عنا، وهذا ظاهر المذهب، نص عليه المؤيد بالله، واختاره المنصور بالله، وابن الحاجب، وإليه ذهب بعض الحنفية،


(١) ولفظ الحاكم في التهذيب: (ويقال: لم قال {أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} ولم يقل: أربعين يوما؟ قلنا: لأنه إذا ذكر الليالي دخل فيه الأيام، وإذا ذكر الأيام لم تدخل فيه الليالي).

(٢) ولعل الوجه أنه لا يصح اعتكاف الليل وحد بخلاف العكس. ح ص.

(٣) في نسخ أ (قال إسحاق بن راهويه) بدون واو.