تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}

صفحة 7 - الجزء 5

سورة العنكبوت

  

  قوله تعالى: {الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ}⁣[العنكبوت: ١ - ٣]

  قيل: نزلت في عمار بن ياسر كان يعذب في الله: عن ابن جريج.

  وقيل: نزلت في أناس بمكة أسلموا فكتب إليهم المهاجرون من المدينة: أنه لا يقبل منكم حتى تهاجروا، فخرجوا إلى المدينة، فردهم المشركون فنزلت هذه الآية، فبعثوا بها إليهم، فخرجوا فلحقهم المشركون فمنهم من قتل، ومنهم من سلم؛ لأنهم قاتلوا: عن الشعبي.

  وقيل: نزلت في مهجع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب، وهو أول قتيل من المسلمين يوم بدر، رماه عامر بن الحضرمي فجزع أبواه وزوجته فقال رسول الله ÷: «سيد الشهداء مهجع، وهو أول من يدعا إلى باب الجنة من هذه الأمة».

  والمعنى أحسب الذين أجروا كلمة الشهادة على ألسنتهم، وأظهروا الإيمان أنهم يتركون كذلك غير ممتحنين، بل يمتحنهم الله بضروب من المحن، وذلك بشدائد التكليف من مفارقة الأوطان، ومجاهدة الأعداء، وسائر الطاعات الشاقة، وهجر الشهوات والملاذ، وبالفقر والقحط وأنواع المصائب في الأنفس والأموال، وبكيد الكفار وإصرارهم.