قوله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}
  وقيل: طستا من ذهب مملوءة ذهبا. وقيل: حكمها.
  فلما كان يوم عيد قام موسى فقال: يا بني إسرائيل من سرق قطعناه، ومن افترى جلدناه، ومن زنى وهو غير محصن جلدناه، ومن أحصن رجمناه. فقال قارون: وإن كنت أنت؟
  قال: وإن كنت أنا، قال: فإن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة، فأحضرت فناشدها موسى بالذي فلق البحر لموسى، وأنزل التوراة أن تصدق فتداركها الله سبحانه فقالت: كذبوا، بل جعل لي قارون جعلا على أن أقذفك بنفسي، فخر موسى ساجدا يبكي وقال: يا رب إن كنت رسولك فاغضب لي، فأوحى الله إليه أن مر الأرض بما شئت فإنها مطيعة لك فقال: يا بني إسرائيل إن الله بعثني إلى قارون، كما بعثني إلى فرعون فمن كان معه فليلزم مكانه، ومن كان معي فليعتزل، فاعتزلوا جميعا غير رجلين، ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الركب، ثم قال: خذيهم فأخذتهم إلى الأوساط، ثم قال: خذيهم فأخذتهم إلى الأعناق، وقارون وقومه يتضرعون إلى موسى # وينشادونه بالله وبالرحم، وموسى لا يلتفت إليهم لشدة غضبه، ثم قال: خذيهم فانطبقت عليهم، فأوحى الله إلى موسى #: «ما أفظك استغاثوا بك مرارا فلم ترحمهم، أما وعزتي لو إياي دعوا مرة واحدة لوجدوني قريبا مجيبا»
  فأصبحت بنو إسرائيل يتناجون بينهم إنما دعا موسى على قارون ليستبد بداره وكنوزه، فدعا الله حتى خسف بداره وأمواله.
  قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص: ٨٣]
  اختلف المفسرون في العلو والفساد المذكورين هنا: