تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ذلك مثلهم في التوراة}

صفحة 232 - الجزء 5

  ابن عباس، والحسن، وعطاء، والربيع بن أنس، قال شهر بن حوشب: تكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة البدر، ويؤخذ من هذا استحباب تمكين الجبهة في السجود.

  وقيل: المراد علامتهم في الدنيا من أثر السجود، عن مجاهد.

  قال في الكشاف: وكان علي بن الحسين زين العابدين، وعلي بن عبد الله بن العباس يقال لكل منهم: ذوا الثفنات؛ لأن كثرة سجودهما أحدثت في مواقعه أشباه ثفنات البعير⁣(⁣١).

  قال جار الله: وما جاء عن رسول الله ÷: «لا تعلبوا صوركم»⁣(⁣٢).

  وعن ابن عمر ¥ أنه رأى رجلا قد أثر في وجهه السجود فقال: إن صورة وجهك أنفك فلا تغلب وجهك، ولا تشن صورتك⁣(⁣٣).

  قال جار الله: هذا محمول على قصد إحداث تلك السيمة فتكون رياء ونفاقا، فاستعاذ بالله منه، والعلب الأثر وعلب اللحم إذا اشتد، والأنف أحسن الشيء في الوجه.

  وقيل: الأثر: هي الصفرة والنحول عن الضحاك.

  وعن الحسن: إذا رأيتهم حسبتهم مرضى.

  وعن سفيان: تحسن وجوههم لصلاتهم بالليل، وقد جاء في الحديث من كثرة صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.

  قوله تعالى: {ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ}⁣[الفتح: ٢٩]

  يعني: السيماء في الوجوه، ويتم الكلام.


(١) الكشاف ٣/ ٥٥٠

(٢) الكشاف / ٣/ ٥٥٠

(٣) الكشاف ٣/ ٥٥٠