تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}

صفحة 275 - الجزء 5

سورة الرحمن

  

  قوله تعالى: {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ}⁣[الرحمن: ٦٠]

  قيل: المعنى هل جزاء الإحسان في العمل إلا الإحسان في الثواب.

  وعن محمد بن الحنفية: هي مشتملة للبر والفاجر، وقد استدل أهل المذهب بها في مواضع المجازاة فيدخل في هذا جواز قبول هدية من علم مصلحة دينية إذا لم يقصد المعلم العوض، ويدخل في هذا جواز صرف الزكاة إلى من تقدم منه إحسان أو شفاعة إلى قادر إذا لم يكن الصرف ليفعل له في المستقبل، وكذا من أضاف أهل الزكاة فصرفوا إليه زكاتهم، لأجل كونه أضافهم لا لكونه يضيفهم في المستقبل، وكذا من تزوج من غيره فأهدى إلى الولي هدية مشروطة، وكذا من أحسن إليه كافر فكافأه جاز ذلك، ولذلك أرسل ÷ بقميصه إلى ابن أبي؛ لأنه كان كسا العباس قميصا، وكذا من أقرض قرضا فقضي أكثر ولم يقصد أن القرض ليزاد له.

  قوله تعالى: {فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}⁣[الرحمن: ٦٨]

  فسرت الفاكهة بما يستطرف، وقد قال المؤيد بالله في حقيقتها: إنها اسم لكل ثمرة جرت العادة بأكلها على سبيل التنقل في غالب الأحوال،