تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وأعدوا لهم}

صفحة 365 - الجزء 3

  واحتج أهل المذهب بالآية، ومنع ذلك أبو حنيفة، وجواز الإمام يحيى بن حمزة، وبعض أصحاب الشافعي تسويد الشيب للمحارب، وقد فعله الحسنان، وهو يتفرع على هذا استعمال آلة الذهب والفضة، والزخرفة في العمران⁣(⁣١).

  وقيل: القوة في الحصون، روي ذلك عن عكرمة.

  وعن ابن سيرين أنه سئل عمن أوصى بثلث ماله في الحصون؟ فقال: يشتري به الخيل لينفر عليها في سبيل الله، فقيل: إنما أوصى بالحصون؟ فقال: ألم تسمع قول الشاعر⁣(⁣٢):

  إني علمت على توقّي الردى ... أن الحصون الخيل لا مدر القرى⁣(⁣٣)

  وبعده:

  إني وجدت الخيل عزا ظاهرا ... تنجي من الغمّا ويكشفن الدّجى

  ويبتن بالثغر المخوف طوالعا ... ويبين⁣(⁣٤) للصعلوك جمعه ذي الغنى

  والمعنى: علمت أن الحصون التي يتوقّى به العدو الخيل.

  وقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ} أي: للكفار. وقوله: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} هم كفار مكة {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ} قيل: هم اليهود، وقيل: المنافقين، وقيل: فارس، وقيل: كفار الجن.

  وفي الحديث: «إن الشيطان لا يقرب صاحب فرس، ولا دارا فيها فرس عتيق».


(١) بياض في الأصول بمقدار سطر.

(٢) هو الأسود الجعفي.

(٣) إلى هنا انتهى كلام ابن سيرين.

(٤) وفي نسخة ب (ويبتن).