تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {من نسائكم اللاتي دخلتم بهن}

صفحة 327 - الجزء 2

  وهن بنات الزوجات، وكذا يدخل بنات بناتهن وإن سفلن، وذلك إجماع.

  قال في (الزوائد): وكذا بنت الربيب لكن اختلف العلماء في أمرين:

  الأول: هل يشترط أن تكون بنت المرأة في حجر زوج أمها، بمعنى أن تكون مرباة معه؛ لأنه تعالى قال: {اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ}. فقال أكثر العلماء: ذلك غير شرط، وإنما خرج على العادة أنهن يكن في الحجر.

  وقال داود: أن ذلك شرط وإن لم يعقل المعنى لاشتراط الآية لذلك. وهذا رواية عن علي #، لكن الرواية عنه لم تصح، والمشهور عنه خلافها.

  قال جار الله: والفائدة في قوله: {اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} التعليل للتحريم، وأنهن لأجل الحصانة أو بصددها في حكم البنات⁣(⁣١) فحصل من هذا أن بنات الزوجات وذرياتهن مع حصول الدخول كذريات الزوج فتدخل بنت الربيب كما ذكره في الزوائد⁣(⁣٢)، وقد يحكى عن الإمام يحيى حل بنت الربيب والرواية خفّية.

  وقوله تعالى: {مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَ}. هذا كناية عن الجماع كقولهم: بنى عليها، وضرب عليها الحجاب، وقوله تعالى: {مِنْ نِسائِكُمُ}. هذا يتعلق بربائبكم، وهذا وفاق.

  وأما تعليقه بأمهات النساء فاختلف العلماء في ذلك، فمذهب جمهور العلماء أنه لا يتعلق بأمهات النساء، وإنما يتعلق بالربائب.


(١) الكشاف (١/ ٥١٧) وفيه العبارة هكذا: فائدته التعليل للتحريم وأنهن لاحتضانكم لهن أو لكونهن بصدد احتضانكم وفي حكم التغلب في حجوركم إذا دخلتم بأمهاتهن ... وإلخ، والمؤلف | أخذ عن الزمخشري بالمعنى.

(٢) الزوائد.