تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله}

صفحة 349 - الجزء 5

  قال الحاكم |: وفي الآية دلالة على فضل الصحابة، ووجوب موالاتهم، والاقتداء بطرائقهم، وأن البراءة منهم من أعظم الكبائر.

  قوله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ}⁣[الحشر: ١٦]

  قيل: أراد جنس الشياطين، وجنس الإنسان؛ لأنه لا يزال يوسوس، وقيل: أراد ما كان يوم بدر؛ لأنه استغوى قريشا بكندة، وقال: {لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ} إلى قوله: {إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ}.

  وقيل: عن ابن عباس وابن مسعود أراد ما كان من حديث برصيصا الراهب.

  قال في عين المعاني: كان راهبا في بني إسرائيل عبد الله سبعين سنة فخيل له الشيطان بنت ملك زمانه، وكانت من أجمل النساء، قيل: إنها أصابتها علة فأمرهم الشيطان في صورة إنسان أن يتركوها عند برصيصا ليرقيها وقد علمه كلمة تشفى بها، ففعلوا، فلما رأى محاسنها واقعها، ثم قتلها خيفة أن تخبر بذلك، فأخبر به الشيطان قومها وقد كان جذب بطرف إزارها حين دفنها فاستدلوا به فقال له الشيطان: اسجد لي أنجك من القتل فسجد له وصلب، وقال الشيطان: إني أخاف الله.

  قيل: قال ذلك تصنعا، قال الحاكم: القتل جائز، والسجود جائز، وتغيير الصورة وإزالة العقل لا تصح؛ لأنه قد يروي هذا.

  ولهذه القصة ثمرة وهي مطابقة ما جاء عن رسول الله ÷ من النهي عن الخلوة بالامرأة.