قوله تعالى: {وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به}
  ومنها: استحباب مشورة المسلمين، واستطابة قلوبهم؛ لأنه ÷ استشارهم.
  ومنها: أن للإمام المخالفة لرأي المسلمين إن رأى المخالفة أصلح؛ لأنه # كره ما أحبوه، وأشاروا به، وهو أخذ العير، وترك النفير، والمجادلة كانت من المسلمين، عن ابن عباس، وابن إسحاق، وأبي علي: جادلوا طلبا للرخصة، وقيل: لعدم علمهم عدد الملائكة وكانوا قلة.
  وقيل: المجادلة من المشركين(١)، عن ابن زيد، كراهة للحق، وقد روي أن عبد الله بن أبي أشار بالوقوف في المدينة، فلما خرج النبي ÷ رجع في ثلاثمائة، وكره خروج النبي #، وصحّح الأول؛ لأن سياق الآية راجع إلى المؤمنين.
  وقوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ} يدل على حسن طلب النصرة من الله والاستغاثة به، واستنجاز ما وعد؛ لأنه # لما رأى كثرة المشركين قال: «اللهم أنجز لي ما وعدتني».
  وتدل القصة على أن الإرهاب على الكفار، وتكثير سواد المسلمين من جملة الجهاد، وقد جاء في حديث: «من كثر سواد قوم فهو منهم».
  قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}[الأنفال: ١١]
  يعني: من الجنابة والحدث، وذلك دليل على أن الماء طهور.
  وفي قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}[الأنفال: ١١] دليل على أن ذلك نعمة من الله
(١) صوابه من المنافقين.