تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {فإن عثر على أنهما استحقا إثما}

صفحة 222 - الجزء 3

  تعالى بحفظها، والقراءة الظاهرة {شَهادَةَ اللهِ} بنصب شهادة من غير تنوين، وإضافتها إلى الله بالجر بالإضافة.

  وروي عن الشعبي أنه وقف على {شَهادَةُ} ثم ابتدأ (آلله) بالمد على طرح حرف القسم، وتعويض حرف الاستفهام منه، وروي عنه بغير مد.

  وقد روى سيبويه عن بعضهم جواز حذف حرف القسم بلا تعويض، وقرأ بعضهم (شهادة) منونة، (الله) بفتح الهاء على معنى، ولا نكتم الله شهادة.

  وقوله تعالى: {فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً} يعني: فإذا أطلع على أن اللذين حلفا استوجبا اثما، وذلك بأيمانهما الكاذبة وخيانتهما.

  وقوله تعالى: {فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ} والمعنى: فشاهدان آخران من اللذين استحق عليهم وهم الورثة، أي: من الذين جني عليهم بأخذ المال، يقومان مقامها أي: في الشهادة وفي اليمين.

  وفي قصة بديل: أنه لما ظهر خيانة الرجلين حلف رجلان من ورثته أنه إناء صاحبهما، وأن شهادتهما أحق من شهادتهما.

  وقوله تعالى: {الْأَوْلَيانِ} يعني: هما الأوليان، يعني: الأحقان بالشهادة لقربهما، والمعنى: هما الأوليان؛ لكونهما مطلعين على أحوال الميت، عن ابن عباس، وشريح، وقيل: الأوليان بالميت من سائر الورثة عن سعيد بن جبير، وابن زيد.

  وقيل: الأوليان من النصرانيين بالتحليف، وهذه قراءة نافع، وأبي عمرو، وابن كثير في رواية، وابن عامر، وقراءة حمزة، وغيره (الأولين) بالياء على الجمع من الأول، على اتباع الذين استحق عليهم، ووصف