تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا}

صفحة 210 - الجزء 4

  في الخندق مقتولا، فطلب المشركين جيفته بعشرة آلاف درهم، فامتنع ÷ وأمر بردها إليهم، ولهذه المسألة نظائر ومسائل تدل على المنع، ومسائل تدل على الجواز وقد ذكرت في غير هذا الموضع.

  المعنى. {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} أي: أحبسها. قال ذؤيب:

  فصبرت عارفة لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلع

  أراد وصف نفسه بالصبر والتجلد على الشدائد. والعارفة: الضائرة من العرف - بكسر العين - وهو الصبر، وقوله: ترسو أي: ترسخ وتثبت.

  وقوله: (إذا نفس الجبان تطلع) أي: تتضرب ولا تستقر.

  وقوله تعالى:

  {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ}⁣[الكهف: ٢٨]

  قيل: أراد دائبين على الدعاء في كل وقت، وقيل: أراد صلاة الفجر والعصر.

  وفي عين المعاني للسخاوندي: وعنه ÷: «لئن أصبر مع قوم يذكرون الله من بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحبّ إليّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل # ومن بعد صلاة العصر إلى أن تغرب أحبّ إليّ من مثلهم».

  وقيل: أراد الصلوات الخمس، والغداة والعشي عبارة عن الدوام.

  وقيل: خصهما لأن من عمل في وقت الشغل كان بالليل أعمل.

  وقوله: {وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ} يريد الحث على ملازمتهم.

وقوله تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا}