تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق}

صفحة 477 - الجزء 4

سورة الفرقان

  

  قوله تعالى: {وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ}⁣[الفرقان: ٧]

  المعنى: يمشي في الأسواق لطلب المعاش، وهلّا كان مستغنيا عن الأكل، وطلب المعاش.

  وثمرة ذلك:

  جواز التجارة وجواز دخول الأسواق، وكذلك قوله تعالى: {وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ}⁣[الفرقان: ٢٠].

  قيل: قد ورد من جهة السنة ذم السوق، وكراهة الجلوس فيه، وقد أفرد الحاكم لذلك بابا في السفينة، وروى آثارا.

  منها: ما روي عنه ÷ أنه قال: «شر المجالس الأسواق والطرق».

  وروي أن إبليس قال: إلهي أين بيتي؟ قال: «الحمّام»، قال: فأين مجلسي؟ قال: «الأسواق».؟

  قلنا: لعل النهي يكون لمن لم يتحرز من شوائب الأسواق: وهي اللغو والكذب، والحلف، والخيانة، والحسد، والاشتغال عن الجمعة والجماعة، وطلب العلم في بعض الأحوال، وإيثار الحرام على الحلال.