تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ}

صفحة 20 - الجزء 4

  وقال الهادي: تجوز الزيادة في أجل الشفيع إلى العشر إن رآه الحاكم؛ لأنه يندفع بذلك المضرة.

  قوله تعالى: {وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ}⁣[هود: ٦٩]

  لهذه الآية ثمرات وهي:

  أن حصول الولد المختص بالفضل نعمة. وهلاك العاصي نعمة؛ لأن البشرى قد فسرت بولادة إسحاق كما في آخر الآية، وهي قوله تعالى: {فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ} وفسرت البشرى بهلاك قوم لوط.

  ومنها: استحباب إنزال المسرة على المبشر؛ لأن الملائكة $ أرسلهم الله بذلك.

  ومنها: أنه يستحب للمبشّر تلقي ذلك بالطاعة لله تعالى شكرا على ما بشر به.

  وحكى الأصم: أنهم جاءوه في أرض له يعمل فيها، فلما فرغ غرز مسحاته وصلى ركعتين.

  ومنها: أن السلام مشروع، وأنه ينبغي أن يكون الرد أفضل؛ لأن سلام الملائكة بالنصب وسلام إبراهيم بالرفع، وذلك يقتضي الدوام والثبوت.

  ومنها: استحباب المبادرة إلى إكرام الضيف؛ لأن إبراهيم # بادر إلى ذلك.

  وفي الحديث عن النبي ÷: «لا تشغلنكم النوافل عن إيناس الضيف».