تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين}

صفحة 179 - الجزء 2

  قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ}⁣[آل عمران: ٦١]

  النزول

  قيل: نزلت الآية في وفد نجران، السيد، والعاقب ومن معهما، لما قالا للنبي ÷: «هل رأيت ولدا من غير ذكر؟» فنزلت.

  والمعنى: {فَمَنْ حَاجَّكَ} في عيسى {فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا} وأراد بذلك الحسن، والحسين @ {وَنِساءَنا} أراد بذلك فاطمة⁣(⁣١) & {وَأَنْفُسَنا} أراد بذلك نفسه ÷، وعليا #.

  وروي أنه أخذ ÷ بيد الحسن والحسين، وعلي، وفاطمة $، وقال: (إذا أنا دعوت فأمنوا) فقالوا: ننظر، ثم تشاوروا، فقالوا للعاقب، وكان صاحب رأيهم: يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال: والله لقد عرفتم يا


(١) فاطمة هي: فاطمة الزهراء بنت رسول الله ÷ البتول، سيدة نساء العالمين، ولدت قبل النبوة بخمس سنين، وقريش تبني الكعبة، وقيل: بل ولدت بعد النبوة، وتزوجها علي # في السنة الثالثة من الهجرة، ولها يومئذ خمس عشرة سنة، وخمسة أشهر ونصف ولعلي يومئذ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر، وتزوجها في صفر، وبنى في الحجة بعد وقعة أحد، ولم يتزوج عليها غيرها، كأمها خديجة، وكان تزويجها بأمر الله، وقد خطبها أبو بكر وعمر، واختلف في سنها حين ماتت اختلافا كثيرا، فقيل: ثمان أو تسع وعشرين، وقيل: غير ذلك، وغسلها علي #، وأسماء بنت عميس، ودفنت ليلا، وتولى ذلك علي، والعباس، وروى البخاري أن فاطمة طلبت من أبي بكر ميراثها، فقال لها: إن الأنبياء لا تورث، أو كما قال، فوجدت عليه، أو كما قال، وأوصت أن تدفن ليلا، صلوات الله عليها.