تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}

صفحة 147 - الجزء 5

  المعنى: كمن هو كافر، والقانت قال في الكشاف: هو القائم بما يجب عليه من الطاعة، ويطلق على القيام في الصلاة.

  ومنه قوله ÷: «أفضل الصلاة طول القنوت» وقد ذهب الشافعي إلى أن القيام في الصلاة أفضل من السجود لهذا الخبر.

  وقيل: السجود أفضل؛ لقوله #: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد».

  وعن ابن عباس والسدي: القنوت هو الدوام على الطاعة.

  وقيل: هو قراءة القرآن، وقيام الليل عن ابن عمر.

  ومن ثمرات الآية: قيام الليل أفضل من قيام النهار لما في ذلك من زوال الرياء وفراغ القلب.

  ومن ثمراتها أنه يجب أن يعبد المؤمن ربه وهو بين الخوف والرجاء.

  قوله تعالى: {وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ}⁣[الزمر: ١٠]

  قيل: المعنى فتهاجروا فيها من الكفار، نظير قوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها}⁣[النساء: ٩٧] فيكون أمرا بالهجرة.

  وقيل: أراد أرض الجنة.

  وقيل: أراد سعة الخير في البلاد التي أمروا بالمهاجرة إليها، وأن الله تعالى يكفيهم المؤن.

  وثمرة: ذلك لزوم الهجرة، ولوجوب ذلك شروط قد سبقت، وأراد بالصابرين الذين صبروا على مفارقة أوطانهم وعشائرهم وعلى غيرها من تجريع الغصص، واحتمال البلايا في طاعة الله.