تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا}

صفحة 27 - الجزء 4

  قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا}⁣[هود: ١١٢]

  قيل: - المعنى - فاستقم بأداء الواجبات، واجتناب المقبحات.

  وقيل: بالصبر على الأذى.

  وعن جعفر الصادق قال: {فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ} أي: افتقر إلى الله بصحة العزم.

  وقوله تعالى: {وَلا تَطْغَوْا} قال أبو علي: - المعنى - لا تجاوزوا أمر الله بالزيادة والنقصان.

  ولهذه ثمرة شديدة: وهي لزوم الجادة المستقيمة فلا يتعداها، ولا يقف ما ليس له به علم، ويلزم منه أن من جاوز ما أمر به فقد فقد الاستقامة، فيدخل في هذا الزيادة على ما جاء به الشرع في صفات الوضوء، وأن الزيادة على الثلاث خروج من الاستقامة، وكذا ما أشبه ذلك، وللإمام يحيى بن حمزة # رسالة سماها (الوازعة لذوي الألباب عن فرط الشك والارتياب).

  قال في الكشاف: وعن ابن عباس ¥: ما نزلت على رسول الله ÷ في القرآن آية كانت أشد ولا أشق عليه من هذه الآية، ولهذا قال: «شيبتني هود والواقعة وأخواتهما».

  وعن بعضهم: رأيت رسول الله في النوم فقلت: روي عنك أنك قلت: «شيبتني هود والواقعة» فقال: «نعم»، فقلت: ما الذي شيبك منهما؟ «أقصص الأنبياء وهلاك الأمم» قال: لا ولكن قوله: {فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ}.