تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}

صفحة 466 - الجزء 1

  احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل⁣(⁣١) فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحأبي الصبح فذكروا ذلك للنبي ÷ فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً}⁣[النساء: ٢٩] فضحك نبي الله⁣(⁣٢) ÷ ولم يقل شيئا.

  وهذا حجة الشافعي أن صلاة المتيمم بالمتوضي جائزة.

  ومذهب الهادي والمؤيد بالله، ومحمد بن الحسن لا يجوز ذلك، لقوله ÷ (لا يؤم المتيمم المتوضئ).

  وقالوا في حديث عمرو بن العاص: لعل الذين خلفه كانوا متيممين.

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}⁣[البقرة: ٢٠٨]

  قرئ بفتح السين وكسرها، فالفتح من المسالمة، ومنه: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها}⁣[الأنفال: ٦١] والكسر من الإسلام، قال الكندي⁣(⁣٣):


(١) السلاسل: الماء العذب، وكان في هذا المكان الذي غزوا إليه ماء عذب سلسل، وفي السيرة: أو لأنهم ربطوا أنفسهم فيها بالسلاسل. والسلاسل: بالضم ذكره في الصحاح. (ح / ص).

(٢) في ب (فضحك رسول الله ÷ ولم يقل شيئا).

(٣) الكندي هو: امرئ القيس بن عابس بن المنذر بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر، شاعر، فارس، كندي، صحابي، وفد على النبي ÷ ورجع إلى بلاده، وثبت على إسلامه فلم يرتد مع من ارتد من كندة، وخرج إلى الشام مجاهدا، وشهد اليرموك وغيرها من الوقائع، ومات في خلافة عثمان، وقبل البيت:

وخص بها جميع المسلمينا ... ألا أبلغ أبا بكر رسولا

بما قال الرسول مكذبينا ... فلست مجاورا ابدا قبيلا