تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وشهدوا أن الرسول حق}

صفحة 186 - الجزء 2

  تعالى: {لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وقيل: المعنى كيف يهديهم، أي: كيف يزيدهم⁣(⁣١)، أو كيف يحكم برشدهم.

  وقوله تعالى: {وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌ} أي تقدير ذلك وجوه:

  أحدها: أن التقدير كفروا بعد إيمانهم، وبعد أن شهدوا أن الرسول حق، وبعد أن جاءهم البينات، على الحذف، هذا عن أبي مسلم.

  الثاني: أن في إيمانهم معنى الفعل، فكأنه قال بعد أن آمنوا، وشهدوا.

  الثالث: أن الواو للحال، بإضمار قد، فالمعنى: كفروا وقد شهدوا أن الرسول حق.

  الرابع: أن التقدير: كيف يهدي الله قوما شهدوا أن الرسول حق، وجاءهم البينات، ثم كفروا بعد إيمانهم، على التقديم والتأخير.

  وقوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تابُوا} قيل: نزلت في الحارث بن سويد، حين ندم على ردته، وأرسل إلى قومه: سلوا هل لي من توبة؟ فأرسل إليه أخوه الجلاس⁣(⁣٢) بالآية، فأقبل إلى المدينة، وتاب، وقبل رسول الله ÷ توبته، يروي الجلّاس بالتشديد والتخفيف.

  وقيل: نزلت في رجل تنصر، ولحق بالروم.

  وثمرة الآية: جواز لعن الكفار، وسواء كان الكافر معينا، أو غير معين⁣(⁣٣)، على ظاهر الأدلة، وقد قال النواوي: ظاهر الأحاديث أنه ليس بحرام، وأشار الغزالي على تحريمه إلا في حق من أعلمنا الله أنه مات على


(١) أي: يزيدهم هدى.

(٢) الجلاس - بالجيم المضمومة، واللام المخففة، ذكره ابن ماكولا.

(٣) لأنه إذا جاز لعن المعين، فغير المعين أولى بالجواز.