تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {كتاب الله عليكم}

صفحة 338 - الجزء 2

  وعن مجاهد: لو أعلم من يفسر لي هذه الآية لضربت إليه أكباد الإبل⁣(⁣١)، هكذا حكى الثعلبي.

  وقوله تعالى: {كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ} القراءة الظاهرة بنصب التاء، وانتصابه على المصدر، كتب الله عليكم التحليل والتحريم كتابا، أو على الإغراء، أي: الزموا كتاب الله، وفي القراءة الشاذة كتابُ الله بالرفع على الابتداء، وفي قراءة بعضهم كُتُب الله برفع التاء بغير ألف⁣(⁣٢).

  الحكم الثالث

  يتعلق بقوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ} وفي قراءة السبع بضم الألف عطفا على {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ}، وبفتح الألف، والمعنى: كتب عليكم، وأحل لكم، وقد اختلف ما أريد بقوله تعالى: {ما وَراءَ ذلِكُمْ} فقال الأكثر: ما وراء ما تقدم ذكره، وذلك لأنه تعالى قد ذكر أربع عشرة امرأة، وقيل: أراد ما دون الخمس، فإن قيل: فقد وردت السنة بتحريم العمة مع بنت أخيها والخالة مع بنت أختها؛ لأنه قد ورد قوله ÷: «لا تنكح المرأة على عمتها، ولا العمة على بنت أخيها ولا المرأة على خالتها ولا الخالة على بنت أختها»⁣(⁣٣) وقد ذهب إلى التحريم عامة العلماء، وأجاز ذلك عثمان البتي وبعض الخوارج.

  قلنا: هذا فيه أقوال للمفسرين:

  الأول: أن الآية تقضي بجواز ذلك، والخبر ناسخ، وهذا مروي عن أبي علي والأصم وصححه الحاكم.

  قال في (النهاية) و (التهذيب): وهذا الخبر متواتر وقد تقدم


(١) تفسير الثعلبي.

(٢) ينظر تفسير الطبرسي (٥/ ٦٨، ٦٩)، زاد المسير (٢١/ ٥١).

(٣) أخرجه الثعالبي (٢/ ٢٠٢ وما بعدها).