تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات}

صفحة 96 - الجزء 4

  قوله تعالى: {رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ}⁣[إبراهيم: ٣٧]

  ثمرة هذه الجملة: أنه ينبغي للوالد أن يرتاد لولده سكنى بلد يكون فيها أقرب إلى فعل الطاعة، وأنه ينبغي الدعاء للولد كما فعل إبراهيم.

  قوله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}⁣[إبراهيم: ٤١]

  ثمرة ذلك استحباب الدعاء للنفس وللوالدين وللمسلمين.

  إن قيل: كيف دعا بالمغفرة لأبويه مع كفرهما؟

  قلنا: في ذلك وجوه:

  الأول: أنه أراد آدم وحواء.

  الثاني: أنه أراد من أسلم لا أبويه الأدنيين.

  الثالث: أنه دعاء على حكم العقل، ثم منع الشرع.

  الرابع: أنه دعاء باللطف، فمعنى {اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ} أي: هب لنا لطفا يقودنا إلى الإيمان.

  الخامس: أن ذلك كان على موعد من أبيه بالإيمان، قيل: وكذا أمه، وقيل: بل كانت أمه مؤمنة.