تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت}

صفحة 280 - الجزء 4

  وقيل: في الاستقبال، وقيل: في النزول.

  وقوله {الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ}.

  قيل: العاكف: المقيم فيه، والبادي: الجائي إليه من الآفاق.

  وقيل: هما المجاور والطارئ.

وقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ}

  المعنى: ومن يرد غير الله فيميل عن الحق بعبادة غيره، عن قتادة.

  وقيل: هو استحلال الحرام، وركوب الآثام عن ابن عباس، والضحاك، ومجاهد.

  وقيل: أراد به الاحتكار: عن سعيد بن جبير.

  وروي عن ابن موسى القمي مرفوعا: احتكار الطعام بمكة إلحاد.

  وقيل: الإلحاد في الحرم منع الناس من عمارته.

  وعن عطاء: هو قول الرجل في المبايعة لا والله وبلى والله.

  وعن عبد الله بن عمر: أنه كان له فسطاطان⁣(⁣١) أحدهما في الحل والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، فقيل له، فقال: كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل: لا والله وبلى والله، وفي قراءة الآحاد يرد - بفتح الياء - من الورود.

وقوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ}.

  أي جعلناه مرجعا له للعبادة والعمارة، وذلك لأن البيت رفع إلى السماء أيام الطوفان، وكان من ياقوتة حمراء، فأعلم الله إبراهيم مكانه


(١) الفسطاط الخيمة الصغيرة تمت.