وقوله تعالى: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت}
  وقيل: في الاستقبال، وقيل: في النزول.
  وقوله {الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ}.
  قيل: العاكف: المقيم فيه، والبادي: الجائي إليه من الآفاق.
  وقيل: هما المجاور والطارئ.
وقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ}
  المعنى: ومن يرد غير الله فيميل عن الحق بعبادة غيره، عن قتادة.
  وقيل: هو استحلال الحرام، وركوب الآثام عن ابن عباس، والضحاك، ومجاهد.
  وقيل: أراد به الاحتكار: عن سعيد بن جبير.
  وروي عن ابن موسى القمي مرفوعا: احتكار الطعام بمكة إلحاد.
  وقيل: الإلحاد في الحرم منع الناس من عمارته.
  وعن عطاء: هو قول الرجل في المبايعة لا والله وبلى والله.
  وعن عبد الله بن عمر: أنه كان له فسطاطان(١) أحدهما في الحل والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، فقيل له، فقال: كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل: لا والله وبلى والله، وفي قراءة الآحاد يرد - بفتح الياء - من الورود.
وقوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ}.
  أي جعلناه مرجعا له للعبادة والعمارة، وذلك لأن البيت رفع إلى السماء أيام الطوفان، وكان من ياقوتة حمراء، فأعلم الله إبراهيم مكانه
(١) الفسطاط الخيمة الصغيرة تمت.