تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين}

صفحة 157 - الجزء 5

  حرج، وقال لنا: {ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}⁣[المائدة: ٦]، وكان يقول: ادعني استجب لك.

  وقال لنا: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠]، فإن قيل: قد نرى من يدعو فلا يستجاب له؟

  قال جار الله: إنما يستجاب للمؤمن؛ لأنه كالثواب، وتكون الإجابة تقديمها وتأخيرها على حسب الصلاح، وقد يكون الصلاح في الإجابة مشروطا بتقديم الدعاء، فالإجابة مشروطة بصدق الرغبة، وشرائط الحكمة بدليل قوله تعالى: {فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ} وقد تقدم طرف من هذا.

  قوله تعالى: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}⁣[غافر: ٦٥]

  المعنى: فاعبدوه مخلصين له الدين، قائلين: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}.

  وعن ابن عباس: من قال: لا إله إلا الله فليقل على أثرها: الحمد لله رب العالمين، وهذه ثمرتها وهو لزوم الحمد على الإخلاص، ومن هذا المعنى قول الشاعر:

  إذا كان شكري نعمة الله نعمة ... عليّ له في مثلها يجب الشكر

  فكيف بلوغ الحمد إلا بمثله ... وإن طالت الأيام واتصل العمر

  قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ}⁣[غافر: ٦٩]

  المعنى: كيف يصرفون في آيات الله مع وضوحها.

  وثمرتها: قبح الجدال بالباطل.